عدالة الحياة.. بين جنة الوطن ونار الغربة يحشر الإنسان

0

لن تتجاوز مصاعب تلك الحياة سوي بنفسك، إذا أردت أن تصل إلى شئ ما لن يفيدك أحد غيرك ولن يكمل الطريق معك سوي نفسك لذا حاول أن تعرف كل نقاط الضعف والقوة بداخلك أنت وإياك والشكوى لأي إنسان لأن الشكوى لغير الله مذلة.

كل شخص في تلك الحياة لديه طموحات وظروف تختلف عن الأخرين فتأكد أن أحلامك التي تستيقظ من النوم مرارا كل يوم في سبيل تحقيقها لن تتحقق بالأماني وإنما بالتفكير السليم والتخطيط الجيد والتنفيذ بدقة.

“لاتسافر يابني ولاتتغرب وتقضي بقية حياتك مبتعدا عن اهلك وناسك”، تلك الجملة تسمعها بشكل يومي من أناس يوجهون لك النصائح بعدم الابتعاد عن الوطن بحجة الغربة وماتخلفها من مأسي.

حقيقة الأمر، أن الرغبة الداخلية في السفر والهروب لوطن آخر لم تأت من فراغ أو بين ليلة وضحاها، الأمر خلفه تراكمات عديدة ومستقبلك الذي تحلم به يختلف عن غيرك.

“فلو كان خيرا لبقي”،، أعي أن الجوانب الحياتية ليست مكتملة كما يفسرها البعض بدليل ان الشخص المتذمر من أمر معين إذا قدر له أن يعمل في بيئة صحية بعيدة عن كل المشاكل النفسية لن يطلب الهروب من البيئة الفاسدة.

كم مغترب يوجه لك النصيحة بعدم ترك الوطن بحجة أن رغيف الوطن افضل من ذهب الغربة، وإذا واجهته وسألته لماذا لاتترك الغربة أنت وتأتي لتتذوق عيش الوطن الحلو? يصمت ولا يجد جوابا.

ماينغص عليك حياتك، تجد استعراض لامثيل له من مهاجمي الغربة بأشيائهم الثمينة ويطالبونك بالرضا بما قسمه الله لك، نعم لانستطيع إلا الرضا بقضاء الله بالفعل ولكن نود أن يقتلع كل شخص قناع الرضا والإحساس بما تركه لنا القدر.

أعي تماما أن حديثي لايعبر عن السخط من قضاء الله حاشا لله وإنما تعبيرا عن غضبي من البعض بارتداء قناع الرضا وهم ليس كذلك.

عدالة الحياة دوما لن تكون في صالحنا ولكن عدالة السماء ستنصفنا في القريب ولكن هل من حياة أخرى تسعنا في وقت لاحق لترضي قلوبنا المنهكة.

Total Views: 768 ,
Leave A Reply

Your email address will not be published.