في غزة.. المدنيون يعيشون في رعب في ظل صراع ليس لهم يد فيه
كتب/وائل منير
حينما مر النبي سليمان على وادي النمل، استطاع النبي أن يصغى لحديث نملة حتى لا يدهسهما. في غزة، المدنيون لم يصلوا إلى درجة النمل رغم صوتهما العالي والمفهوم للجميع، لم يسمع أحد طرفي الحرب استغاثتهما بوقف القتال والتدمير.
حتى الآن، آلة الغارات الإسرائيلية لا تتوقف عن حصد أرواحهم، لتصل إلى 177 قتيلا، بينهم 47 طفل و29 سيدة، إضافة إلى 1200 إصابة.يحكي السكان عن رعب غير مسبوق وشراسة في الغارات الإسرائيلية، التي لا تفرق بين منزل مدني أو غيره.
على مواقع التواصل، يمكن رؤية صور الأطفال الضحايا خلال تشييعهم، بعد وفاتهم جراء القتال، نظرة على الجثمان يمكنها أن تكشف قساوة هذه الضربات هذه المرة.
حماس هي الأخرى لا ترغب في التراجع، وكأن الطرفان اتفقا على أن يكون هناك مزيدا من الدماء في القطاع.
أرواح المدنيين ليست الشيء الوحيد المهدور من عمليات القصف الإسرائيلي في قطاع غزة، إذ وصل عدد المباني التي دمرت جراء الغارات حسب الحصيلة الأولية، إلى 500 وحدة سكنية، و60 مبنى حكوميا، تصل قيمتها إلى 73 مليون دولار، بحسب العين الإخبارية.
يكشف الصراع أيضا عن جانب آخر، هو غياب القائد المحلي أو حتى الدولي الذي يمكن أن يضع نهاية لهذه الحرب. الأطراف الفلسطينية تستمر في الانقسام وتلتزم الصمت، بينما المجتمع الدولي يأخذ موقف المتفرج ولا يحاول إيجاد حل يوقف هذه المجزرة الإنسانية.
جولة على الصحف العربية، تجد دعوات المسؤولين العرب للمجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه الانتهاكات. فبحسب “روسيا اليوم”، دعت الأردن المجتمع الدولي لاتخاذ خطاوت فاعلة وفورية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تتحرك مصر دبلوماسيا لوضع نهاية للصراع، لكن لم يجري المجتمع الدولي أي ضغط على طرفي القتال، حتى الآن.-المدنيون الخاسر الأكبرجراء القصف الإسرائيلي، يشهد القطاع عملية نزوح جماعية، إذ تركت مئات العائلات منازلها خوفا من الموت، وتوجهت إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”
.توضح أم محمد العطار، سيدة في غزة لموقع “العين الإخباري”، بعد قصف الحي السكني الذي تقيم فيه:” كلنا نزلنا من البيت وجئنا إلى المدارس، ذهبت إلى المدرسة سيرا على الأقدام، الناس خرجت بدون أحذية من بيوتها ومشي على الأقدام لأن القصف العشوائي كان شرسا”.
لا تتوقف المصائب على هذه السيدة وغيرها من مقيمي قطاع غزة، فالقطاع يعاني من مشكلات لا تتوقف، من بينها الانقطاع الدائم للكهرباء، وتدهور الخدمات الصحية، وتزايد معدل الفقر، وعدم وجود خدمات أو منتجات أساسية، وعدم وجود وظائف في ظل التكدس السكاني الهائل في هذا القطاع الصغير.
في المقابل، تواجه حركة حماس اتهامات بحيازة الخدمات الهامة لقاداتها دون غيرهم، لاسيما الكهرباء، وعدم وضع مصالح المواطنين في اعتبارها.
هذا الجمود السياسي وعدم وجود مخرج للأزمة، سيزيد من نسبة الضحايا، ومن تدمير المنازل وعدد النازحين، أطفال أخرى سوف تفقد أرواحها جراء هذا التعنت من قبل إسرائيل وحماس، وتجاهل من المجتمع الدولي.