“عظماء” اجادوا التواشيح والابتهالات والإنشاد الديني والمديح
يضرب فن الابتهال والتواشيح الدينية والمديح بجذوره لسنين طويلة في تاريخ مصر القديمة، لم يتم التعرف بدقة إلى فترة بداياته لكن المؤكد أن هذا الفن تطور ليصبح فن مصري خالص بروح مصرية خالصة، كان وراء تطويره أعظم مشايخ المحروسة ليعطيه رونقا خاصا ذا كيان عظيم.
من المعروف أن الابتهالات و التواشيح الدينية ليست وليدة اللحظة ولكنها ذات أثر طويل ممتد حمل لواءه عظماء المشايخ والقراء المصريين ذاقوا العلم وجماله بعلومه وفنونه الدينية.
نستعرض في السطور التالية بعض النماذج العظيمة التي أجادت وابدعت في فن الابتهالات والمديح:
الشيخ نصر الدين طوبار : وهو من مواليد الدقهلية بقرية المنزلة عام 1920 قدم له أصدقائه وجواره نصائح للاختبار في إذاعة القرأن الكريم بسبب شهرته الواسعة وحفظه للقرآن وبالفعل قدم 6 مرات وفشل في الاختبار ولكن إصراره وعزيمته دفعه للقبول في المرة السادسة.
وقدم الشيخ نصر الدين طوبار حوالي 200 ابتهال
اختياره قائدا لفرقة الإنشاء الديني
اختير نصر الدين طوبار قائدا لفرفة الإنشاء الديني التابعة لأكاديمية الفنون 1980 وشارك في احتفال عيد الفن والثقافة إضافة إلى إنشاده في قاعة ألبرت هول بلندن كما سافر لعدد من بلدان أوروبا حتى أن الصحافة العالمية كتبت بالبونط العريض”صوت نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب”.
سفر الشيخ نصر طوبار مع السادات
سافر بصحبة الرئيس السادات للقدس عام 1979 كما كرم من جانب الرئيس مبارك وحاز ورثته على نوط الامتياز من الدرجة الأولى بعد وفاته عام 1986.
النقشبندي
سيد محمد النقشبندي قارئ قرآن ومنشد ديني مصري وأشهر المبتهلين والمنشدين في تاريخ الإنشاد الديني.
يتمتع النقشبندي بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات. ولد في قرية دميره بمحافظة الدقهليه في 7 يناير عام 1920 ،ولكنه لم يمكث في دميرة طويلاً حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره. في طهطا حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية. جد الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي قد نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية.في عام 1955 استقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر و الدول العربية.دخل النقشبندي الإذاعة عام 1967م، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية.لحن له بليغ حمدي وكرمه الرئيس السادات والرئيس حسني مبارك بعد وفاته .توفي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976م.
الهلباوى
الشيخ محمد الهلباوي قارئ قرآن ومنشد ديني مصري.من مواليد حي باب الشعرية بمحافظة القاهرة في 9 فبراير عام 1946، وتعود أصوله إلى محافظة القليوبية، وتربى في كنف الأزهر الشريف وتخرج ليسجل نفسه بالإذاعة سنة 1978 كمنشد ديني. درس الهلباوي الموسيقى في القسم الحر بمعهد الموسيقى العربية، حتى أصبح مدرسًا لمادتي في التجويد وفن الإنشاد والمقامات الموسيقية في مركز الحفني للدراسات الموسيقية .كوّن الهلباوي فرقته للإنشاد الديني عام 1980 بهدف الحفاظ على تراث فن الإنشاد الديني وأصوله وقواعده، بالتعاون مع د. سليمان جميل، شارك بعدها في العديدمن المهرجانات العربية والعالمية منها عام 1981 في قصر الثقافة الفرنسي بباريس للمشاركة في فعاليات مهرجان دول العالم الثالث للفن التلقائي، وفي عام 1985 نال وسام المشرق العربي بعد مشاركته في مهرجان المشرق العربي في باريس، وفي عام 1988 استضافه مهرجان الفنون التلقائية بين ثقافات العالم وثقافة مارسيليا بفرنسا، وفي عام 1995م تمت استضافته في باريس في مهرجان معهد العالم العربي، وفي عام 1998 استضافه مهرجان موسيقى «موزا» بأوبرا مرسيليا، وفي عام 2000 شارك في مهرجان الأكاديمية المصرية للفنون بالعاصمة الإيطالية «روما» وفي العام نفسه شارك في مهرجان موسيقى الأديان. جدير بالذكر ان المغني والمنشد علي الهلباوي هو نجل الشيخ محمد الهلباوي ،وتوفى الشيخ الهلباوى يوم السبت 15 شهر يونية 2013 إثر حادث ألأليم.الهلباوي
الشيخ أمين نصر الدين الدشناوى من مواليد 1960 محافظة قنا مركز دشنا، بدأ المدح والإنشاد وهو في التاسعة من عمره ويقول في أحد حواراته “بدأت أنشد للناس فى عام 1973 وكان عمرى وقتها 13 عاما، وكان أول من سمعنى هم مهندسو مصنع سكر دشنا المجاور لنا، وكانوا من وجه بحرى وكانوا يطلبوننى باستمرار ويوم الأحد كنا نعقد المجلس الخاص بالمحيين وكانت الشمس تشرق ونحن فى طريقنا الى منازلنا”.
اكتشاف موهبة الدشناوي
شهد عام 1976 مولد الشناوي وكان انطلاقته ومعرفة الناس به، فقرر احتراف الإنشاد الديني والمدائح النبوية وسافر إلى القاهرة لبدء طريق الشهرة والنجاح عام 1977 حتى عرف بعد ذلك بـ “ريحانة المداحين”.
سفره إلى أوروبا
سافر الشيخ أمين الدشناوي إلى العديد من الدول الأوروبية على رأسها فرنسا، ليكون ثاني عربي بعد أم كلثوم يقف على خشبة مسرح شاتليه، ويكرمه بعدها الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، كما سافر إلى السويد وألمانيا والكويت والعديد من الدول العربية.
لقاء الدشناوي بالشيخ الشعراوي
التقى الشيخ الدشناوي بإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي منشدا بمنزله في حب ومدح رسول الله حتى أبكاه متأثرا بقصائد مدح النبي، كما التقى الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي طلب منه أن ينشد لجنود القوات المسلحة ليحمسهم ويرفع من معنوياتهم لكنه استشهد قبل إتمام ذلك الاتفاق.انشد قصائد لإبن الفارض وإبن عربي لكن أغلب قصائده للشيخ أحمد ابو الحسن معلمه وأستاذه.